العيد الثالث الفلسطينيّ

يطل علينا الحجيج بلباسهم الأبيض و هم في قمة النقاء الروحي المعلن ، ويقف الفلسطيني قبلهم على جبل أحزانه و تنطلق بذهنه الأفكار ، لماذا لا يفكر الفلسطيني بالفرح ، قد اتفق مع الكثيرين إننا ما دمنا نعيش حالة الشتات و الضياع و الغربة في بلاد الله لكن يجب أن تكون ابتسامتنا أعلى بكثير من ارتفاع الحزن .

فالشعوب الحية هي تلك الشعوب التي تنطلق من إيمانها المطلق بعادلة قضيتها و تعيش ذلك باطلاق الفرح ليملئ تطلعاتها للحياة بأمل ، لذلك يجب علينا كفلسطينيين ان نثبت لأنفسنا أولاً و للعالم أجمع أننا شعب قادر على صنع الحب و الفرح و الحياة  و أن نضالنا ما هو أًلا لإقامة الفرح و الحب و إطلاق أشعة الشمس في قلوب أطفالنا بعيد عن عتم الاحتلال و الاستيطان و التل و الاسر ، و أن الفرح سيكون مصداقاً عملياً على حبنا للحياة و إصرارا على استبشار النصر القادم رغم كل المتاهات التي تمر بها قضيتنا في أروقة السياسة .

( بالنصر … بالعودة .. بالبلاد .. العيد الجاي بالأقصى .. ) مصطلحات قد تمر على سمعنا في العيد ، لتعطي العيد مفهوم أخر يترسخ في ذهن أطفالنا و يكبروا عليه ، هي العودة سر الفرح و النصر سر البهجة و الأقصى هو العيد ، فلا شيء يساوي قيمة هذه الهتافات التي تنطلق بالعيد الا الفرح الروحي بترديدها على مسامع الجميع ، و تطلق اليقين بالعودة و النصر كحالة حتمية للفلسطيني المتعلقة بتراب وطنه و يعشقه .

فالعودة هي التي تشكل نقطة الفصل في تحية العيد ، لان العودة هي اليقين الذي لا يتزحزح عند كل نازح و لاجئ اخرج قصراً من فلسطين و تشرق شمسها في ذهنه مع كل صباح ، و هي حتماً ستتحقق في يوم كما تحققت الأمنيات الكبيرة لمعظم شعوب الأرض المقهورة ، و ستكون عودة ضمن الواقع الملموس و المحسوس و نستشق عبير الأرض بشكل حقيقي ، فمن حقنا كشعب أن نحتفل بالعيد رغم التغريب القصري ، و سنرفع التهليل في صباح العيد و سنتمنى ان يكون شعبنا بخير و جميعنا بخير . فالحياة تجبرنا على السكنى بالأمل و تمنحنا زهرة الشموخ و سنابل الشهادة و تضحيات كل عاشق لفلسطين ، سنقول كل عام وأنتم بخير و بالنصر و العودة و العيد القادم بالاقصى ، و كل عام و انتم تحلمون بالوطن ، وكل عام و الشمس تشرق بالامل و الفرح ، و كل عام و انتم الشعب المؤمن بالنصر القادم ، وكل عام و طعم الديار لا يفارق جوهر حواسنا ، و عندها سنملئ الدنيا بضجيج الفرح ..

 

الأوسمة: , , , , , , , , ,

13 تعليق to “العيد الثالث الفلسطينيّ”

  1. ماء يعطش Says:

    و هي حتماً ستتحقق في يوم كما تحققت الأمنيات الكبيرة لمعظم شعوب الأرض المقهورة روعه من الابداع والامل الذي لايموت في ظل اشخاص تعشق الارض وارجوع لها وحب القضيه من الاجداد الى الاباء ومنها الى الابناء ما اروع صنع الامل في مكنون الشخص وما اجمل الحلم عندما يصبح حقيقة عندما يكون هناك اشخاص يصنعون و يجدد الامل بكلامهم ورفع المعنويات التي لاتموت لان لا يجتمع موت المعنويات مع شموع الامل . فل يعلم العالم اذا لم يكن لدينا سلاح عسكري يحرر الارض يكون لدينا سلاح القلم وتوصيل الحقيقة في اي زمان او مكان وسوفا تشرق شمس الامل من المشرق الى المغرب العربي يوماً مدام هناك اشخاص تكتب من اجل رسم الامل وكسب المعنويات التي يحاول البعض رسم الياس على القضيه انها مستحيله فلا مستحيل مدام كل البشر ضيوف الرحمان على الارض . استمر في الكتابه والبحث عن رسم الابتسامه لشعب الفلسطيني بكلامك العذب كا الماء الصافي الذي يصفي مغتصب الارض يوماً مااااااااااا.

  2. حسام زيدان Says:

    انت ايها الرائع تدهشني دائما بحضورك … كم اشتاقك يا فتى
    اين تلك الايام .. اين رامي اين عيسى .. اين ايام الدراسة …

  3. يمينة المثلوثي Says:

    هجَروها فعادت…..
    قتلو جنينها …….
    فولدت وولدت ..وولدت
    اقتلعوا أشجارها…أمطرت…و إذا بزع جميل مثمر ينبت
    سنصلَي في الأقصى ما دام الأمل موجود ومادامت الذاكرة في الوجود دمت وفيا لأرض فلسطين

  4. آمنة محمود Says:

    أشد مايروقنني في كتابتكَ حسام … أن هناك حرفا في سطوركَ أكثر صدقا من أيامنا وواقعنا .. كما أن فيك إيمانا عميقا بحق العودة وانتماء حقيقيا لدلك ..
    أشكر عبير حرفك وسعيدةٌ بكَ حجم الكون
    جلث احترامي

  5. جليلة قديش Says:

    حرف يأبى الرضوخ ….روح تتسامى مع اطلالة كل فجر…و فتى يحمل الفرح رغم القهر….انه الفلسطيني العنيد الشامخ بقضيته …تنسج خيوط الأمل بابداع لا متناهي…لأنك مؤمن بأن النصر قادم لا محال….دمت حرا قلما و روحا…
    مودتي الخالصة

  6. سلام Says:

    كل عام وأنت بخير …

  7. yasmeen alla Says:

    المقال رائع طبعا يعير عن وطنيتك وحبك لبلدك الذي سطر عبر هذه الكلمات الرائعة كما انك بينت حنينك الكبير لها وخصوصا في العيد كما نتمنى ان يكون العيد القادم في فلسطين حيث تجمعنا معكم

  8. نجمة Says:

    أحسنت مقالاً أيها السيد ، و بوركت حروفك الفرحة المتوهجة بإيمانك العميق ، فهكذا يتكلم الوطن الساكن في قلبك ، و لا يظنن أحد أن بإمكان أحد أن يخرجك من وطنك طالما الوطن يسكنك و يجري حبه فيك مجرى الدم في العروق .. كل عام و أنت بألف ألف خير و إنشاء الله تتولى أعياد النصر و يتحرر كل شبر سليب ، و نصلي صلاة الأعياد القادمة في الأقصى الحبيب حين يشفى من جراحه.

  9. ليلى ناسيمي Says:

    هذا العيد لم يعد للفرح يا ايها الكريم،
    هذا عيد الذبح العالمي للعرب…
    وعيد الشنق، شنق الأحلام و وأد الأمنيات
    وإن كان أملنا في عودة الفلسطيني إلى أرضه أكيد ولا تنازل عنه، فإن هذا الأمل لا ينفي حزننا العميق لمآل الديار، ديار العرب الاحرار ….!!
    لقد شوهوا علاقتنا باعيادنا، واغتالوا أفراحنا بتقتيل رجالنا وأطفالنا هنا وهناك …
    اليد الغادرة يمكن أن تلبس قفازا امريكيا أو صهيونيا أو حتى عربيا عربيا ثم تنهال على آمالنا وأحلامنا فتقطعها إربا إربا …
    تبني لنا تاريخا من الذكريات المريرة كعرب الالفية الثالتة
    عرب مهزومون
    مشتتون
    خونة
    و أنذال
    عرب باعوا عروبتهم وقضاياهم وغيروا جلدتهم ثم انتصبوا يخطبون ويرغون ليقنعونا بانهم على العهد باقون…
    ما أوسخنا كما قال مرة شاعر عربي…

    كل عيد وانا وانتم رهيني الامل المغتال

  10. نجمة Says:

    سيدة ليلى ناسيمي : لا يستطيع أحد أن يغتال الأمل طالما هناك مقاومة شريفة مثل المقاومة اللبنانية .. و طالما نحن وراءها باليد و اللسان .. لماذا يا سيدتي تتجاهلين هذه الحقيقة ؟؟؟!!!!!!!!!! …
    قد يكون هناك خونة .. في كل زمان ثمة خونة .. و لكن نحن أصحاب حق .. و لن نبقى مهزومين و ستثبت الأيام لك ذلك .. اقرئي التاريخ دائماً أصحاب الحق يمرون بأزمات و مصائب و ويلات لكن دماء شرفائهم لا تضيع و هي التي تصنع الانتصارات المشرفة فيما بعد

  11. حيفا Says:

    دائما ألمح بين سطورك حمامة بيضاء
    تلوح لي وألوح لها
    وأسمعها تقول: “سنرجع يوما إلى حيينا”

    العيد القادم يا جلجامش سنكون في الوطن
    وسأنتظرك في حيفا ويافا والقدس وكل فلسطين
    لنحتفل معا بالعيد.

  12. توفيق اسكندر Says:

    من قال أنه ليس من حقنا أن نفرح ونهلل لتباشير النصر القريب بإذن الله ..ومن قال أنه لايليق بنا أن نحلم بروعة هذا النصر الآتي عبر فيض الحب من دماء شهداء النصر …كل الزنابق لأرواحهم الطاهره …من حقنا صديقي أن نعلن هذا الفرح ونعيشه …سلم قلمك وحبك للوطن الرائع وللأقصى المبارك الذي أحلم بزيارته يوما” ….

  13. ريم Says:

    ان للنصر يوما ربما ليس بقريب لكنه آت وسنراه نحن الذين لم نعرف الا الهزيمة وبقينا نجتر الهزيمة حتى أصبحت خبزنا اليومي

    سلمت أناملك وقلبك الكبير والى لقاء في القدس ان شاء الله

أضف تعليق